صحيح أن هناك الكرة المغربية كانت تحقق بعض النجاحات من حين لآخر، وتبصم على نتائجَ جيدة في بعض الأعوام.
لكن الحقيقة التي كان يأبى الكثيرون تصديقها هي أن تلك لم تكن إنجازات بمعنى الكلمة، وإنما نجاحات عابرة وصغيرة.
ما يؤكد ذلك هو ما تحقق في سنة 2022، والتي يمكن أن نطلق عليها وصف "إنجازات" فعلا، لأننا الفرق والمنتخبات كانت تعود محملة بالكأس، أو بصدىً إقليمي وعالمي حقيقي.
لم تكن 2022 مجرد سنة "ترضية خواطر"، بل يمكن اعتبارها سنة فارقة في تاريخ كرة القدم المغربية منذ الاستقلال.
فعلى صعيد فرق البطولة الوطنية، توج نادي الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا، في نفس الوقت الذي أحرز فريق نهضة بركان لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، ليجمعَ بينهما كأس سوبر محلي مغربي 100%، في تأكيد صارخ أن السنة كانت سنة مغربية بالأرقام والكؤوس وليس بالأداء الجيد أو المشاركة المتميزة.
وفي دنيا "الفوتصال"، تمكن أشبال المدرب هشام الدكيك من تحقيق لقبين هامين جدا وهما لقب "كأس القارات" و"كأس العرب"، مثبتين تفوقهم الإقليمي في الملعب الأحمر، ودائما من خلال إنجازات واضحة لا غبار عليها.
لبؤات الأطلس، من جانبهن، لم يحِدن عن قاعدة 2022، حيث ضمنّ التأهل إلى كأس العالم الذي سيجري بأستراليا ونيوزلندا، لأول مرة في تاريخ الكرة النسوية المغربية.
وفي دنيا الكرة النسوية دائما، تمكن فريق الجيش الملكي من انتزاع كأس دوري الأبطال بعد انتصار كبير على فريق داونز الجنوب إفريقي بـ4-0.
ونأتي إلى الإنجاز الأكبر، الذي يمكن أن نقول أنه سيفصل فعلا تاريخ الكرة القدم إلى مرحلتين، ما قبل 2022 وما بعدها، وهو طبعا احتلال المنتخب الوطني لكرة القدم للمرتبة الرابعة في مونديال قطر 2022.
لقد كان أغلب عشاق المنتخب يحلمون بتجاوز الدور الأول، ثم انتقل الحلم إلى تجاوز الثمن، ثم الربع، ثم النصف.. لتتوقف المسيرة، لكن بصدى عالمي كبير، وبترتيب بلغ 11 على المستوى العالمي.
لقد كان عاما رائعا بكل المقاييس لكرة القدم المغربية، وسيجعل من الأعوام القادمة تحديا كبيرا لأن الجمهور لن يقبل غالبا بأقل مما تحقق سلفا.